المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة في المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام_ دراسة حالة
الملخص
تواجه أمتنا العربية والإسلامية في الوقت الراهن أعنف هجمة، تستهدف وبكل شراسة قيمنا وتراثنا والإرث الحضاري الذي تملكه تستهدف الأرض والإنسان وكل ما يمت إلى حضارتنا العربية والإسلامية بصلة، الأمر الذي يستدعي مواجهتها بالطرق الإنسانية والحضارية التي تليق بنا وبأخلاقنا العربية والإسلامية وما تتميز به من مكارم الأخلاق خلال الحوار ودعم الفرد والأسرة والمؤسسات الاجتماعية. التربوية وإصدار التشريعات المناسبة وتوفير الدعم اللوجيستي اللازم لإنجاح العمل المؤسساتي وتبادل الخبرات في ظل التعاون الوطني المحلي والإقليمي والقومي والدولي. ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا يتمثل في جملة التطورات التقنية المتسارعة كوسائل الاتصال العالمية والإعلام المرئي والإنترنت والتي أدت بدورها ربما، إلى الانفتاح "الخارج عن السيطرة على المجتمعات الأخرى في وقت باتت فيه بعض المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من ويلات الحروب حينا وانعدام الأمن أحيانا أخرى بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع نسب الإعالة وتفشي الفقر وارتفاع معدلات الأمية ومشاكل التفكك الأسري والعزوف عن الزواج وتفشي الدعارة وتزايد عدد الأطفال المهمشين و اللقطاء، وفي الوقت ذاته ضعفت الرقابة الأسرية والمدرسية نتيجة النقص الواضح في عدد الكوادر التربوية و التعليمية و الروحية المؤهلة التي يعول عليها في مواكبة هذه التغيرات و موائمة المعايير المحلية و الدولية بقية الإسهام في إيجاد الحلول المناسبة، المشاكل لم تكن مجتمعاتنا على دراية بها من قبل، بما يكفل حمايتها من التفكك الأسري والاجتماعي وما قد مخاطر ينجم عنه من مستقبلية. ومما لا شك فيه، فإن المفاهيم الخاطئة عن معنى اليتم والسائدة عند عامة الناس من جهة، وعدم توفر الإمكانيات والموارد المالية لبرامج التوعية والتثقيف وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال حماية الطفل والدفاع عن حقوقه وقضاياه من جهة ثانية، هي المشكلات الأساسية في عالمنا العربي والإسلامي، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في نمو الأطفال ويقلل من فرص وقايتهم وحمايتهم من التعرض للعنف والإساءة والتمييز. في الوقت الذي يأمر به القرآن الكريم، بإكرام الأيتام وتخفيف معاناتهم وتعريف لناس بمصيبتهم، وبالظروف العابسة التي أحاطت بهم وأطفأت الابتسامة من على وجوههم الطاهرة البريئة هناك دور كبير وهام للإعلاميين ينبغي عليهم الضلوع به من خلال تكثيف الجهود الرامية إلى كشف الكثير من الحقائق عن معنى اليتم ومدى معاناة هؤلاء الأيتام واللقطاء القاطنين في المؤسسات الإيوائية، وسبل دمجهم في المجتمعات الإسلامية أسوة بإخوانهم الأطفال الذين يعيشون في أجواء الرعاية الأسرية إن كل ما ذكر لا يعني بأن أمة محمد عليه السلام قد فسدت أو انحرفت، لا سمح الله، بل على العكس، حيث نجد في المقابل صحوة للقادة والحكام وأصحاب النفوذ ورجال الدين والعلماء والباحثين من أبناء هذه الأمة الخيرة، تتمثل في وضع التشريعات المناسبة وفي دعم وترشيد أعمال البر والإصلاح من خلال المؤسسات والوزارات والجمعيات الأهلية وتنسيق التعاون فيما بينها عبر الندوات والمؤتمرات التخصصية وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين بما ينسجم مع غبة الأمة في النهوض والعودة إلى طريق الرشد والصلاح والسعي نحو تنشئة الأجيال اليافعة من أبناء أمتنا على نحو يضمن لهم كرامتهم ويقوي اعتزازهم بدينهم ووطنهم وقوميتهم.
التصنيفات: المشاريع الدين والشريعة الرعاية حقوق الأيتام الانتهاكات
مواد ذات علاقة
أساليب مقدمي الرعاية كمنبئات ببعض المشكلات السلوكية لدى الأطفال اليتامى ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة
يهدف البحث إلى التحقق من أساليب معاملة مقدمي الرعاية كمنبئات ببعض المشكلات السلوكية (العدوان - العناد - الانسحاب الاجتماعي)…
اقرأ المزيدالرعاية المؤسسة للأيتام بداياتها وبدائلها
فقد تنوعت أنماط رعاية الأيتام على مر التاريخ وصورها، وكان الغالب على هذه الأشكال والصور هو ضم الطفل اليتيم إلى إحدى الأسر…
اقرأ المزيدرعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية
إن فئة ذوي الظروف الخاصة سواء كانت من الأيتام أو من مجهولي النسب أو من اللقطاء تجمعهم ظروف ومتطلبات واحدة فقد تعددت الأسماء…
اقرأ المزيدمشكلة ثبات وكفاءة الأم البديلة في قرى الأيتام بالمدينة المنورة
يعيش نزلاء دور الأيتام، الذين حرموا من رعاية أسرهم الأصلية حياة تختلف عن أقرانهم الذين يعيشون مع أسرهم الأصلية، مما يؤثر…
اقرأ المزيد
