المساندة الاجتماعية كمحور لتدعيم قيم المواطنة لدى الأطفال الأيتام

الملخص

يشكل الاهتمام بالطفولة وقضاياها أحد المبادئ الرئيسة والهامة في معظم سياسات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، نظرا لارتباط رعاية هذه الفئة بالقضايا المجتمعية في مختلف أشكالها التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبينية، لذا فإن حسن إعداد الأطفال وتأهيلهم يعد خير وسيلة لتنمية قدراتهم واستثمارهم في التنمية، حيث يمثلون الرصيد البشري المستقبلي في أي مجتمع (طه: 1995، 547). وقد أكدت الأهداف العامة لمجلس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي على ضرورة الاهتمام بالطفولة، وذلك لأنها تمثل أكثر فئات المجتمع ضعفا واحتياجا للرعاية، ولأن الأطفال بشر لهم حقوق أساسية لابد أن يكفلها ويضمنها المجتمع مهما كان غنيا أو فقيرا، بالإضافة إلى أن الطفولة تشكل نصف القاعدة السكانية العريضة للوطن العربي والتي تقترب من الثلاث مئة مليون نسمة (إبراهيم 2002، 4 ) وملا كانت الأسرة من أهم الجماعات الإنسانية وأعظمها تأثيرا في حياة الأفراد والجماعات حيث تمثل اللينة الأولى في بناء المجتمع، لذا يقع عليها مستولية إعداد الأبناء إعدادا اجتماعيا سليما، حتى يتمكنوا من مجابهة الواقع ويكون لهم القدرة أيضا على مواجهة المشكلات (الخولي: 1984، 37). كما تلعب الأسرة دورا حيويا وفاعلا في تشكيل وتعديل سلوك الطفل ليصبح شخصا سويا قادرا على التفاعل مع الوسط الاجتماعي المحيط، ويكتسب القيم والمعايير الاجتماعية السليمة (إبراهيم: 1995، 363). وقد يواجه الأطفال مواقف وظروفا ضاغطة من الخبرات الأسرية المؤلمة والأحداث الفارقة التي تؤثر على مسار نموهم وارتقائهم واتجاهاتهم نحو المجتمع وكذلك علاقاتهم بالآخرين ونظرتهم إلى أنفسهم والحياة والمستقبل وهذه الخبرات تنطوي على حالة أزمة وغالبا ما يفوق معنى الأزمة لدى هؤلاء الأطفال واقع الأحداث أو المواقف ذاتها الببلاوي.