مشكلة ثبات وكفاءة الأم البديلة في قرى الأيتام بالمدينة المنورة
الملخص
يعيش نزلاء دور الأيتام، الذين حرموا من رعاية أسرهم الأصلية حياة تختلف عن أقرانهم الذين يعيشون مع أسرهم الأصلية، مما يؤثر في تربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية، لذا فعند تقديم الرعاية البديلة من قبل مؤسسات ودور الإيواء للأيتام المحرومين من الرعاية الأسرية فإنه لابد من دراسة الرعاية المقدمة لهم وتقييمها بين الفينة والأخرى، وذلك للوقوف على نواحي القصور فيها لتفاديها وتصحيحها، والعمل على تطوير ورفع مستوى الرعاية والخدمة المقدمة فيها. وتعتبر تجربة قرى الأيتام إحدى التجارب التي تبنتها عدد من المؤسسات الاجتماعية بالمدينة المنورة وتقوم فكرتها على تقديم الرعاية الأسرية الشاملة والمستمرة للأطفال الأيتام المحرومين من الرعاية الأسرية ضمن بيئة قريبة من جو الأسرة الطبيعية من خلال توفير أم بديلة تمتلك مستوى جيد من الكفاءة يمكنها من رعاية الطفل اليتيم وإشباع احتياجاته العاطفية والاجتماعية وتنشئته التنشئة الصالحة، غير أن الوقوف على هده التجربة يظهر مشكلتين أساسيتين عند تطبيقها: الأولى: إيجاد الأم البديلة التي تمتلك الكفاءة الجيدة التي تمكنها من رعاية الطفل اليتيم. الثانية: ثبات الأم البديلة في حياة الطفل اليتيم حتى انتهاء فترة احتضانه ورعايته. إن كفاءة الأم البديلة وعمر بقائها في حياة الطفل اليتيم المحروم من الرعاية الأسرية يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على تنشئته فقد أثبتت كثير من الأبحاث أن الأطفال الذين يعيشون داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية حتى مع توفير الرعاية الكاملة لهم وإشباع احتياجاتهم الطبيعية لا ينجحون في حياتهم ما لم يتم إشباع احتياجاتهم الانفعالية والعاطفية (حسن. د. ت). ففي دراسة مقارنة أجريت في مصر على أطفال يعيشون مع أسرهم، وأطفال يعيشون في مؤسسة إيواء خاصة (قرية أطفال SOS) وجد أن أطفال المؤسسة أقل تكيفا في الجوانب الاجتماعية والشخصية من الأطفال الذين يعيشون مع أسرهم الطبيعية، أي بين امهاتهم وآبائهم (الكردي.1980). إن هذه الورقة تسلط الضوء على تجربة الأم البديلة في قرى الأيتام بالمدينة المنورة وتسعى للتعرف على أهم الأسباب التي تعيق توفر وثبات الأم البديلة ذات الكفاءة الجيدة في حياة الطفل اليتيم وما يترتب على ذلك من المشكلات والانعطافات النفسية الحادة التي يتعرض لها نتيجة انقطاع احتضانه، إن هذه الورقة قد تسهم في تطوير تجارب رعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية داخل مؤسسات وقرى الأيتام فيما لو كانت هذه الدور هي الحل والملجأ الأخير لهم.
مواد ذات علاقة
واقع التكفل النفسي والاجتماعي للأطفال مجهولي النسب في الجزائر مركز الطفولة المسعفة في الاغواط- أنموذجا
تدرس هذه الورقة البحثية، ظاهرة اجتماعية ليست كغيرها من الظواهر الاجتماعية، على الرغم من تعدد المسميات التي تطلق على هذه…
اقرأ المزيدالموضوع الانتقالي لدى الأطفال المسعفين وغير المسعفين بالروضة - دراسة عيادية مقارنة
حاولنا من خلال موضوع بحثنا هذا، التطرق إلى حساسية العلاقة الأولى أم-طفل وأثرها البالغ على التطور النفسي، الوجداني والعلائقي…
اقرأ المزيدأوضاع "مجهولي النسب" في سوريا
سُنَّ القانون السوري لمجهولي النسب عام 1970، ولم يخضع لأي تعديل جوهري منذ ذلك الوقت، سوى بصدور بعض المراسيم، مثل تغير كلمة…
اقرأ المزيدمؤسسة الطفولة المسعفة ودورها في الرعاية والتكفل بالأطفال مجهولي النسب- دراسة مؤسسة الطفولة المسعفة بولاية الجلفة.
تعد الأسرة الخلية الاجتماعية الأولى التي يستمد منها الفرد معالم تنشئته الاجتماعية كما يعد التماسك والتكافل الأسري من بين…
اقرأ المزيد